السؤال :
إلى مكتب الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله تعالى و رعاه،،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين و على أصحابه المنتجبين ثم اللعن الدائم على أعدائهم و مخالفيهم و منكري فضائلهم و مناقبهم أجمعين من الساعة إلى قيام يوم الدين.
أما بعد،،
عندي سؤال أتمنى أن تمنحوني من وقتكم الغالي البعض منه للإجابة،،
جميعنا نعرف الصحابي الملقب بأمين سر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و كان هذا الصحابي رضوان الله تعالى عليه يمتنع عن الصلاة على المنافقين تنفيذا لوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم، و سؤالي هو: هل ورد في مصادر المخالفين أنه أمتنع عن الصلاة على الذين توفوا في زمنه من المنافقين المعروفين ؟
و دمتم برعاية الله و حفظه،،
خالد
الجواب :
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
قد أخفى المخالفون أسماء الذين امتنع حذيفة بن اليمان (رضوان الله تعالى عليه) من الصلاة عليهم مع إقرار المخالفين بأن ذلك حصل غير مرّة، وإخفاؤهم للأسماء يُظهر أن هؤلاء الذين لم يصلّ عليهم حذيفة كانوا محلّ احترامهم واعتقادهم وإلا لم يكن ثمة حرج في إظهار أسمائهم، وما يؤكد ذلك أن المخالفين عمدوا إلى بعض التمحّلات لرفع تهمة النفاق عن تلك الشخصيات بادّعاء أنها تابت في ما بعد غير أن حذيفة لم يقطع بتوبتهم فامتنع عن الصلاة عليهم. قال ابن حزم: ”وأما الموقوفة على حذيفة فلا تصحّ ولو صحّت لكانت بلا شك على ما بيّنا من أنهم صحّ نفاقهم وعاذوا بالتوبة، ولم يقطع حذيفة ولا غيره على باطن أمرهم فتورّع عن الصلاة عليهم“! (المحلّى لابن حزم ج11 ص225).
وفقكم الله وإيانا لجوامع الخير في الدنيا والآخرة. والسلام. ليلة الثاني عشر من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.