ما هو موقف الأئمة (عليهم السلام) من أبي بكر وعمر وصهيب الرومي والبراء بن عازب؟
( القسم : مثالب )
السؤال :
السلام عليك
س1/هل الروايات الوارده عند العامه بمدح الشام واهله صحيحه وهل لها نظير عند المعصومين ورواياتهم؟؟
س2/هلا اتحفت ناظري ومن معي من المستبصرين بعده احاديث تحذر من ولايه الصنمين بالاسم تعيينا؟؟
س3/ماموقف الائمه من 1-صهيب الرومي 2-البراء بن عازب؟؟مع رواياتهم الشريفه
وشكرا
علي
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مبارك عليكم حلول شهر رمضان الفضيل.
بمراجعة الشيخ،
ج1: ليست هذه الأخبار معتبرة ولم نلاحظ لها نظيرا عندنا.
ج2: منها ما عن الحسين سيد الشهداء (عليه السلام) وقد سأله رجل عن أبي بكر وعمر فقال: "والله لقد ضيّعانا! وذهبا بحقنا! وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما! ووطئا على أعناقنا! وحملا الناس على رقابنا"! (تقريب المعارف للحلبي ص243).
وقال عليه السلام أيضا في رواية المنذر الثوري: "إن أبا بكر وعمر عمدا إلى الأمر وهو لنا كله، فجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة! أما والله لتهمز بهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا"! (المصدر نفسه).
ومنها ما عن حنان بن سدير عن أبيه قال: "سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام عن أبي بكر وعمر فقال: يا أبا الفضل ما تسألني عنهما! فوالله ما مات منا ميت قط إلا ساخطا عليهما وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك الكبير منا الصغير، إنهما ظلمانا حقنا ومنعانا فيئنا وكانا أول من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقا في الاسلام لا يسكر أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا. ثم قال: أما والله لو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا لابدى من امورهما ما كان يكتم ولكتم من امورهما ما كان يظهر والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". (الكافي الشريف ج8 ص245)
وللمزيد يمكنكم مراجعة سلسلة محاضرات الشيخ بعنوان: "بيان آل محمد في أعدائهم" على هذا الرابط.
ج3: صهيب الرومي مذموم معلون، فقد روى الكشي عن الصادق عليه السلام: "كان بلال عبدا صالحاً وكان صهيب عبد سوء كان يبكي على عمر" (رجال الكشي ج1 ص192). وروى المفيد عن الصادق عليه السلام: "رحم الله بلالاً كان يحبّنا أهل البيت، ولعن الله صهيباً فإنه كان يعادينا". (الاختصاص للمفيد ص73).
أما البراء بن عازب فالشيخ متوقف فيه لتعارض الأدلة بين جرحه وتوثيقه. قد ورد أولاً أنه كتم الشهادة لأمير المؤمنين (عليه السلام) بالولاية يوم الغدير، وذلك ما رواه الصدوق عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: "خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام، فحمد اللّه، وأثنى عليه ثم قال: (أيّها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد صلّى اللّه عليه وآله، منهم: أنس بن مالك، والبراء بن عازب والاشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد البجلى، ثم أقبل على أنس ، فقال: ياأنس ، إن كنت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه حتى يبتليك ببرص لاتغطيه العمامة، وأمّا أنت ياأشعث، فإن كنت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) أللهم وال من والاه وعاد من عاده). ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه حتى يذهب بكريمتيك ، وأمّا أنت ياخالد بن يزيد، فإن كنت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، يقول (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه). ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه إلاّ ميتة جاهلية، وأمّا أنت يابن عازب فإن كنت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه). ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك اللّه إلاّ حيث هاجرت).
قال جابر بن عبد اللّه الانصاري: واللّه لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره، ولقد رأيت الاشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه، وهو يقول: الحمد للّه الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فأعذّب، وأمّا خالد بن يزيد، فانّه مات فأراد أهله أن يدفنوه، وحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة، فجاءت بالخيل والابل، فعقرتها على باب منزله، فمات ميتة جاهلية، وأمّا البراء بن عازب، فانّه ولاّه معاوية اليمن، فمات بها، ومنها كان هاجر". (الخصال للصدوق ص219)
وقد ورد ثانياً أنه من شيعته (عليه السلام) وذلك ما روه الكشي عن الصادقين عليهما السلام: "أنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، قال للبراء بن عازب: كيف وجدت هذا الدين؟ قال: كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك! تخف علينا العبادة، فلمّا اتبعناك ووقع حقائق الايمان في قلوبنا، وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا قال أمير المؤمنين عليه السلام: فمن ثمّ يحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير، وتحشرون فرادى، فرادى، ويؤخذ بكم إلى الجنة. ثم قال أبو عبد اللّه عليه السلام: مابدا لكم؟! مامن أحد يوم القيامة إلاّ وهو يعوي عواء البهائم، أن اشهدوا لنا واستغفروا لنا فنعرض عنهم فما هم بعدها بمفلحين". (رجال الكشي ج1 ص243).
ويمكن الجمع بأنه تاب وآمن ورجع إلى اتباع أمير المؤمنين (عليه السلام) لولا رواية أن معاوية (لعنه الله) قد ولاّه اليمن ومات بها وهي تقوي بقاء انحرافه إلا أن يُقال أنه كان في ذلك بمنزلة سلمان (عليه الرضوان) في ولايته لعمر (عليه اللعنة) المدائن. ولولا أنه قد ورد أنه لم ينصر أبا عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) وذلك ما رواه المفيد عن إسماعيل بن زياد قال: "إنّ علياً عليه السلام قال للبراء ابن عازب ذات يوم: يابراء يقتل ابني الحسين عليه السلام وأنت حي لاتنصره! فلمّا قتل الحسين عليه السلام، كان البراء بن عازب يقول: صدق واللّه علي بن أبي طالب عليه السلام قتل الحسين عليه السلام ولم أنصره، ثم أظهر الحسرة على ذلك والندم". (الإرشاد للمفيد ص156)
فالتوقف في شأنه هو الأولى والأحوط.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
2 شهر رمضان 1430