السؤال :
باسمه تعالى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل قتل عمر -لعنه الله- ابنه ارجوا توضيح ذلك بالمصادر
اياد غازي الكعبي
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ الناس ـ كما تذكر الرواية التي سنوردهاـ كانوا يقولون أنّ عبد الرحمن هذا قد مات من جلد عمر لعنه الله, وذلك ليس بغريب ولا بعيد فكثيرون هم الذين قضوا على يد ذلك الفاجر ولكنّ ابنه عبدالله حاول نفي التهمة عن أبيه غير أنّ شهادته مطعون فيها. وطبعا عمر لم يجلد ابنه على السكر وانما هناك قصة اخرى مطولة يرويها السمرقندي في (تنبيه الغافلين) وذلك لتجميل الوجه القبيح لفعل امامهم عمر وتزييف القصة الواقعية ولكنّ تلك القصة المُخترعة كشفت عن قضية أخرى مفادها انّ ابنه بعد أن سكر قد زنا بامرأة فأولدها من الحرام وأتت تلك وفضحته في المسجد امام الناس واخبرت والده وهذا ما يفسر حقد عمر على ابنه ذاك. حتى العاهرة لا ترضى أن يسميها الناس عاهرة.
راجع :من فضائل العشرة المبشرين بالجنة,ص98.
أما كيف قتله فهنا تجد البيان ..
قال الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في المصنف : "أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر قال : شرب أخي عبد الرحمن بن عمر وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث وهما بمصر في خلافة عمر فسكرا فلما أصبحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر . فقالا : طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه . فقال عبد الله : فذكر لي أخي أنه سكر . فقلت : ادخل الدار أطهرك ولم أشعر أنهما أتيا عمروا . فأخبرني أخي أنه قد أخبر الأمير بذلك ، فقال عبد الله : لا يحلق القوم على رؤوس الناس ادخل الدار أحلقك وكانوا إذ ذاك يحلقون مع الحدود ، فدخل الدار فقال عبد الله: فحلقت أخي بيدي ، ثم جلدهم عمرو فسمع بذلك عمر فكتب إلى عمرو أن أبعث إلي بعبد الرحمن على قتب ففعل ذلك ، فلما قدم على عمر جلده وعاقبه لمكانه منه ثم أرسله فلبث شهرا صحيحا ثم أصابه قدره فمات فيحسب عامة الناس أنما مات من جلد عمر ولم يمت من جلد عمر "
(مصنف الصنعاني ج9 ص 232 )
قال الحافظ أبو بكر الخطيب : "أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، والحسن بن أبي بكر ، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الهروي المزني - من ولد عبد الله بن مغفل- ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن الجكاني ، أخبرنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، أخبرنا شعيب بن دينار ، عن ابن شهاب الزهري ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، أنّ عبد الله بن عمر قال : شرب أخي عبد الرحمن ، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاّب ، فسكرا ، فلما صحوا إنطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر ، فقالا : طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه ، قال عبد الله عمر : ولم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص ، قال : فذكر لي أخي أنه قد سكر ، فقلت : أدخل الدار أطهرك ، فآذنني أنه قد حدّث الأمير ، فقلت : والله لا تحلق على رؤوس الناس ، أدخل أحلقك ، وكانوا إذ ذاك يحلقون مع الحد ، فدخل معي الدار . قال عبد الله : فحلقت أخي بيدي ، ثم جلدهم عمرو بن العاص ، فسمع بذلك عمر بن الخطّاب ، فكتب إلى عمرو : أنْ ابعث إليّ بعبد الرحمن على قتب ، ففعل ذلك عمرو ، فلما قدم عبد الرحمن على عمر جلده وعاقبه من أجل مكانه منه ، ثم أرسله ، فلبث أشهراً صحيحاً ، ثم أصابه قدرة ، فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر ، ولم يمت من جلده "
(تاريخ بغداد ج5 ص 455 )
قال الحافظ ابن كثير بشأن هذا الخبر وسابقه : هذا إسناد صحيح ، والسياق الأول حسن ، وفيه دلالة على جواز الزيادة على الحد بما يراه الإمام زاجراً من حلق شعر أو تغريب ، وأما إعادة عمر الحد على ابنه فيحتمل أنه أكمل له ثمانين .
(مسند الفاروق لابن كثير ج2 ص 520 )
بصرف النظر عن قتله ابنه الزنيم الآخر فقد اشتمل فعل عمر لعنه الله على مخالفات شرعية عديدة
ـ السوق على القتب وهذا تعذيب وهو محرم في الاسلام وإقامة الحد للمرة الثانية وفي روايات اخرى جاء انه حبسه وهذا حبس بدون مبرر شرعي واقام الحد عليه وهو مريض وهذا غير جائز ايضا.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
23 جمادى الاولى 1433 هـ