بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ، وعجل فرجهم ، العن عدوهم يا كريم ؛ وبعد ...
مسألة التقية من المسائل التى دار فيها الجدال بين أهل السنة والشيعة – الإمامية – ، ومن باب إلزام الآخر وسرد الحجة على سبيل المثال لا الحصر ، نقدم إلى القارئ العزيز هذه الرواية التى يعترف فيها أبو حنيفة بالتقية .....
جاء في [ تاريخ بغداد : ج13 ص376 – طبعة دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ] : أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدثنا سفيان بن وكيع قال : جاء عمربن حماد بن أبي حنيفة ، فجلس إلينا ، فقال : سمعت أبي حمادا يقول : بعث ابنأبي ليلى إلى أبي حنيفة فسأله عن القرآن . فقال : مخلوق ، فقال : تتوبوإلا أقدمت عليك ؟ قال فتابعه ، فقال القرآن كلام الله ، قال فدار به فيالخلق يخبرهم أنه قد تاب من قوله القرآن مخلوق . فقال أبي : فقلت لأبيحنيفة كيف صرت إلى هذا وتابعته ؟ قال : يا بني خفت أن يقدم علي فأعطيته التقية
قلتُ :والإشكال الذي قد يستشكل البعض سيكون عن " سفيان بن وكيع " ونكتفي هنا برد المعلمي في كتابه [ التنكيل : ج1 ص478 ] للخبر المتقدم ذكره :
سفيان بن وكيع. في (تاريخ بغداد) 13 / 379 عنه قال: «جاء عمر بن حماد بن أبي حنيفة فجلس إلينا فقال: سمعت أبي حماد يقول بعث ابن أبي ليلى إلى أبي حنيفة فسأله عن القرآن فقال: مخلوق ... .» قال الأستاذ ص 57 «كان وراقه كذبا يدخل في كتبه ما شاء من الأكاذيب فيرويها هو فنبهو هـ على ذلك وأشاروا عليه أن يغير وراقه فلم يفعل فسقط عن مرتبة الاحتجاج عند النقد» .
أقول: حسن الترمذي بعض أحاديثه وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال: «كان شيخا فاضلا صدوقا إلا إنه ابتلى بوراق سوء ...وهو من الضرب الذين لأن يخر أحدهم من السماء أحب إليهم من أن يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم» . وذكر له ابن عدي خمسة أحاديث معروفة إلا أن في أسانيدها خللا ثم قال: «إنما بلاؤه أنه كان يتلقن، يقال: كان له وراق يلقنه من حديث موقوف فيرفعه أو مرسل يوصله أو يبدل رجلا برجل» والحكاية التي ساقها الخطيب ليست من مظنة التلقين ولا من مظنة الإدخال في الكتب فإذا صح أن هذا الرجل صدوق في نفسه لم يكن في الطعن فيه بقصة الوراق فائدة هنا واكبر ما في الحكاية قول أبي حنيفة المقالة المذكورة والأستاذ يثبت ذلك ويتبجح به
والحمد لله رب العالمين ،،،