إقرار شارح سنن ابن ماجه بسب علي على المنابر واتخاذها سُنة !!
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
جاء في شرح سنن ابن ماجه والمسمى بـ ( مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه ) وصاحب الشرح هو المدرس في الحرم المكي الشريف ، الشيخ محمد بن علي بن آدم ، والكتاب صدر منه 4 مجلدات من دار المغني بالرياض .
قال الشارح في ج3 ص 176 :
(( قال أحمد ، وإسماعيل القاضي ، والنسائي ، وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي رضي الله عنه ، وكأن السبب في ذلك أنه تأخر ووقع الاختلاف في زمانه وخروج من خرج عليه فكان ذلك سببا لانتشار مناقبه من كثر من كان بَيّنَها من الصحابة ردا على من خالفه ، فكان الناس طائفتين ، لكن المبتدعة قليلة جداً ، ثم كان من أمر علي ما كان ، فنجمت طائفة أخرى حاربوه ، ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنةً ، ووافقهم الخوارج على بغضه وزادوا حتى كفروه مضموماً ذلك منهم إلى عثمان ... )) .
أقول :
أولاً : سب معاوية والامويين لمولانا علي أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر وفي المساجد من الأمور الثابتة والمشهورة في الكتب الحديثية والتاريخية والعقدية والأدبية وغيرها ، ولا ينكرها إلاّ جاهل أو معاند مكابر لُكع .
ثانياً : امتياز مولانا علي عليه السلام بالفضائل والمناقب الكثيرة التي لم ترد في حق غيره ليس مرده فقط إلى وقوع الفتنة في زمانه وقيام الصحابة بنشر فضائله لمواجهة الفتنة كما يصورها البعض ، وكأن من يحصر سبب كثرة فضائله بنشرها في زمن الفتنة لحاجة المجتمع إليها وكأنه يريد أن يقول أن غير مولانا علي لديه مثل هذه الفضائل والمناقب ولكن لم تكن هناك حاجة لنشرها فلم تنتشر ولكن في زمن علي وقعت الفتنة فكانت هناك حاجة لنشرها وهذا هو السبب في أن مناقبه أكثر من غيره ،،
وهذا التوجيه نعرف أساسه ورأسه ،، شنشنة أعرفها من أخزم .
والصواب أنه عليه السلام له من المناقب والفضائل والمزايا ما ليس لغيره ولم يعطها الله لغيره من الصحابة أصلاً ، فهو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بنص القرآن الكريم في آية المباهلة ، وهو المشمول بآية التطهير دون الآخرين من الصحابة ، وأنه فوق كل الصحابة وليس لأحد ما له من الفضل ، ولم ولن يرد أصلاً لأحد مثل ما له عليه السلام من الفضل والمزية .
ثالثاً : إن ما ظهر وانتشر من فضائل علي عليه السلام قليل جدا ، فإن حكم النواصب وقمع الخوارج ، ومجازر الأمويين والعباسيين في حق آل البيت وشيعتهم الأبرار منعت الكثير من الأحاديث النبوية والوقائع والحوادث من الوصول إلينا ، فقد كان التحديث بفضائل علي وأهل بيته من المحرمات ، وكان الرواة يتكتمون عليها خوفاً وحذراً من الاتهام بالتشيع أو الرفض أو الغلو، ورغم هذا المنع والقمع ظهر من فضائله هذا المقدار الذي تخضع له الأعناق .
