الحقائق الغائبة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 181 نقاط : 401 السٌّمعَة : 0
| موضوع: كلام ابن رجب في حديث (.. اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) - وبيان تحريف من الوهابية الأربعاء أبريل 11, 2012 4:25 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله أجمعين ..
وبعد ..
كُنت أطالع كتاب " فتح الباري " للحافظ ابن رجب ، وهو كتاب غاية في الروعة والفائدة ، فوقفت على تفسيره لحديث النهي عن إتخاذ القبور مساجد ، فوقع نظري على تحريف لكلمة " قبلة " إلى " قبة " !!؟؟ في طبعة مكتبة الغرباء / المملكة العربية السعودية ، والتي قام بتحقيقها مكتب التحقيق في دار الحرمين، فتعجبت ! ..
فقمت بالبحث عن طبعة أُخرى لكي يطمئن قلبي ، فوقفت على طبعة دار ابن الجوزي / السعودية ، والتي قام بتحقيقها الدكتور " طارق بن عوض الله " ، وهي متوفرة بصيغة الوورد أو الشاملة ..
فوجدت الدكتور " طارق بن عوض الله " قد أثبتها " قبلة " على الصحيح ، فعرفت أن وراء الأكمة ما وراءها !؟ ..
واليكم كلام الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح هذا الحديث ، مع بيان موقع التحريف الذي قام به الوهابية في طبعة مكتبة الغرباء / المملكة العربية السعودية ، والتي قام بتحقيقها مكتب التحقيق في دار الحرمين ، لكي تكونوا على حذر من ألاعيبهم ! ..
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري ( 2 / 441 - 442 الناشر دار ابن الجوزي / السعودية - الدمام 1422هـ الطبعة الثانية ، بتحقيق طارق بن عوض الله ) : ( قال ابن عَبْد البر : الوثن الصنم . يقول : لا تجعل قبري صنما يصلى إليه ، ويسجد نحوه ، ويعبد ، فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه وسائر أمته من سوء صنيع الأمم قبلهم الذين صلوا في قبور أنبيائهم ، واتخذوها قبلة ومسجدا ، كما صنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها ، وذلك الشرك الأكبر ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه ، وانه مما لا يرضاه ؛ خشية عليهم من امتثال طرقهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب مخالفة أهل الكتاب وسائر الكفار ، وكان يخاف على أمته اتباعهم ، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم على جهة التعيير والتوبيخ : " لتتبعن سنن الذين كانوا قبلكم حذو النعل بالنعل ، حتى إن أحدهم لو دخل حجر ضب لدخلتموه " . انتهى . ويؤيد ما ذكره : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر من ذلك في مرض موته ، كما في حديث عائشة وابن عباس ، وسبق حديث جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل موته بخمس . وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي عبيده بن الجراح ، قال : آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب ، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " . وقد روي هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وانه قال ذلك في مرض موته من حديث علي ، وأسامة بن زيد ، وكعب بن مالك وغيرهم . وخرج الإمام أحمد حديث أسامة بن زيد ، ولفظه : قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أدخل علي أصحابي " ، فدخلوا عليه ، فكشف القناع ، ثم قال : " لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " . وخرج حديث عائشة من رواية ابن إسحاق ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، وقال في آخر حديثه : " يحرم ذلك على أمته " . وقد اتفق أئمة الإسلام على هذا المعنى : قال الشافعي رحمه الله : وأكره أن يعظم مخلوق حتى يتخذ قبره مسجدا ، خشية الفتنة عليه وعلى من بعده . وقال صاحب " التنبيه " من أصحابه : أما الصلاة عند رأس قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم متوجها إليه فحرام ) أهـ
قلت : وأما طبعة مكتبة الغرباء ، بتحقيق " مكتب التحقيق في دار الحرمين " ( 3 / 246 الناشر مكتبة الغرباء / المملكة العربية السعودية الطبعة الاولى 1426هـ - 1996م ، بتحقيق مكتب التحقيق في دار الحرمين ) ، فقد حرفوا كلمة " قبلة " الى " قبة " ! لكي يصوِّبوا سهامهم على الصوفية ويتهمونهم !؟ ..
فلا ادري اين الخشية من الله في قلوب هؤلاء القوم !؟ ..
| |
|